مدرسة شعفاط

قرر برنامج  الانروا لتطوير البنى التحتية في المخيمات في يونيو 2011- بإدارة ساندي هلال- قرر بناء مدرسة للبنات في مخيم شعفاط للاجئين، وللمرة الأولى، تم اعداد تصميم خاص دونما الاعتماد على التصميمات المعمارية المعتادة او المعدة سلفا.

 وعوضا عن التصنيف البيروقراطي القائم على الأرقام، تم الاعتماد على سكان المخيم كمجتمع معقد في المنفى، فالواقع السياسي المحيط بالمشروع يتدهور بصورة مستمرة،  مخيم شعفاط المحاط بالجدران والمحاصر في فراغ قانوني فلا هو داخل حدود القدس ولا هو خارجها ، حيث يتهدد سكان شعفاط خطر فقدان وثائق إقامتهم في القدس، وبالتالي الطرد من المدينة التي ينتمون لها، كل ذلك كان يعني ان المدرسة تواجه خطر أن تتحول إلى “جزيرة سعيده” محاطة بأشكال متعددة من العنف السياسي.

photo: Martina Dandolo (Campus in Camps) 2012

photo: Martina Dandolo (Campus in Camps) 2012

Shufat_aerial_WEB

فهل هذا التدخل المعماري ممكن في مثل هذه البيئة السياسية المشوهة وغير المستقرة؟ وكيف يمكن أن يكون التدخل ممكنا دون تطبيع الحالة الاستثنائية والعابرة للمخيم؟ فمشروع المدرسة يرمي إلى إنتاج مساحة وجود بين موقفين: فمن جهة، موقف يرفض التدخل بأي شكل من الأشكال بسبب الوضع السياسي ؛ ومن جهة أخري موقف يدعو إلى الحفاظ على الوضع الراهن بدلا من تغيير الواقع السياسي، لقد  تصور الفريق القائم على المشروع والذي يتألف مني ومن زملائي ساندي هلال وليفيا،وجدنا المدرسة ”  فرصة لتكريس جزء من مقاربات مختلفة في التعليم والمجتمع –  مدرسة يختبرها الطلاب بأنفسهم، وليس بوصفها مكانا للقمع والانضباط، مكان للتحرر والمسئولية إلى جانب ذلك فقد آمن الفريق بأسلوب التعليم القائم على الحوار حيث يتم إنتاج المعرفة من خلال جهد جماعي، وليس كما يتم فهم التعليم كعملية قائمة على نقل المعلومات من قبل سلطة ما للطالب.

إن الفضاء المخصص للتفاعل في المدرسة  عبارة عن مساحة دائرية، بحيث يمكن للناس التجمع  أو الاستماع لقصة ، ان الشكل المعماري السداسي الذي يشكل الغرف الصفية، هو الفضاء الذي يتمكن كل مشارك فيه من الكلام.

مع الاقرار بأن المخيم هو التعبير المكاني عن العلاقة المميزة بمكان آخر–  مكان الاصل – فبدل أن يقطع المشروع هذه العلاقة، يعيش هذا التوتر والتناقض، لقد  أنشأنا فضاء مفتوحا موازيا لكل فصل، مساحة لصقل الأبعاد المادية والثقافية للمدينة أو القرية الأصل.

Shufat_diagram-©CIC

shafat plan

shafat plan2

حيث تشكل الفضاءات الموازية للغرف الصفية توترا مكانيا ما بين الداخل والخارج، ما بين المخيم والقرية الأصلية، الحياة في المنفى والرغبة في العودة، إن الشكل الثنائي المزدوج للفصول الدراسية هو التركيبة الوراثية(DNA) الغير مرئية للمدرسة ، والقادرة من خلال تفاعل بسيط على خلق مجموعات، ومساحات محددة بوضوح، إن المساحات التي يتم رسمها من قبل هذه المجموعات تعمل على تنمية الشعور بالملكية الذي يتعارض والفضاء المفتوح، إن تجاور الفصول الدراسية والارتفاعات المتنوعة تقوم بإنتاج تلك المجموعات، فيما يهدف هذا الطراز في البناء لجعل المساحات الداخلية للمسكن أكثر حميمية، حيث نرى مدخلين مع مساحات مفتوحة واسعة، متاحة للاستخدام العام للأنشطة الثقافية والترفيهية للمخيم بعد المدرسة وخلال العطلات.

Shufat_courtyard-©CIC

Shufat_interno_WEB

Shufat_balcony-©CIC

إننا نعتقد أن مدرسة شعفاط تجسد “الهندسة المعمارية في المنفى”: فهي محاولة للتعبير عن التوتر الدائم بين هنا/الآن والإمكانية لمستقبل مختلف، ان تصميم المدرسة لا يقوم بالتواصل بصورة مؤقته من خلال مواد البناء الغير دائمة، فغالبا ما تكون هذه المواد أداة لبنية “الصحيح سياسيا”  والتي تتوجه إلى اللاجئين الذين يعيشون في مدن الصفيح، عوضا عن ذلك، فإن العمارة في المنفى تهدف من خلال محاولات مكانية مبرمجة للمشاركة في “البيئة الحضرية”  الجديدة التي أنشأتها أكثر من64 عاما من المنفى القسري، ولعل هذا هو جزء من مدينة لم تأتِ بعد.

     تم تصميم المشروع من قبل: ساندي هلال، أليساندرو بيتي و ليفيا منجوا- لبرنامج الانروا لتطوير  المخيمات  

photo: Martina Dandolo (Campus in Camps) 2012

photo: Martina Dandolo (Campus in Camps) 2012