تقوم جامعة في المخيم على استكشاف وإنتاج أشكال وتصورات جديدة للمخيمات واللاجئين تختلف عن الصورة النمطية التقليدية الثابتة القائمة على كونها سلبية وفقيرة وضحية- ساندي هلال، برنامج الانروا لتطوير المخيمات
المخيمات هي المكان الذي يكون فيه لكل شيء معاني وأبعاد جديدة ترتبط بواقع حياتنا- احمد اللحام، مشارك
يهدف جامعة في المخيم الى تجاوز التفرقة دون أن تلغي الفرق بين المخيم والمدينة، اللاجئ والمواطن، المركز والأطراف، النظرية والممارسة، المعلم والطالب – أليساندر، مدير جامعة في المخيم
إنه المكان الوحيد الذي تكون فيه الأبواب مشرعة للإبداع- نداء حموز، مشاركة
هو مكان نجتمع فيه .. لنتعلم الجديد ولنقطع وننبذ ما تعلمناه في الماضي، ولنصبح مشاركين في كتابة ما نقول ونعرف- إسحق البربري، مشارك
حكاية آخرى للتاريخ، رؤية مختلفة للماضي ومستقبل جديد، هذا هو المكان الذي كنت أبحث عنه … حيث أشعر فيه بالقدرة على طرح رأيي حول المخيماتواللاجئين – أيسر داود، مشارك
هو مكان لاستنهاض القدرة والحرية للتعلم. – منير فاشه ، مشرف
إنه رحلة داخل الواقع، حيث يمكننا العمل دون تأثير خارجي، انه المكان حيث وجدت فيه الارادة التي كنت أبحث عنها – آيات الطرشان، مشاركة
أن جامعة في المخيم نظرة عملية ونظرية للحاضر والمستقبل بصورة مثالية لكنها مجسدة على أرض الواقع، انها الجسر الذي نبنيه بأيدينا بين الماضي والحاضر والمستقبل- مراد عودة، مشارك
نلتقي هنا لمناقشة ما يجب على اللاجئين القيام به حيال ما لديهم من إمكانيات- قصي أبو عكر، مشارك
جامعة في المخيم عملية توليد جماعي لأفكار ومقاربات وأدوات يمكن لأي احد استخدامها خلال عملية تعلم جماعي- دييغو سيجاتو، منسق البرنامج
المحتوى
تنبع هذه المبادرة من حقيقة ان مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية تمر في عملية تحول تاريخية، سياسية، اجتماعية ومكانية، فبالرغم من الظروف المحيطة عملت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين على تطوير مساحة مستقلة اجتماعيا وسياسيا بصورة نسبية: فهي لم تعد المتلقي للمساعدة الإنسانية، ولكنها اصبحت محيطا ومنبعا لإبداعات اجتماعية وتكوينات سياسية ومكانية جديدة.
هذا و قد تحولت المخيمات في السنوات الأخيرة من كونها منطقة حضرية مهمشة إلى مركز للحياة الاجتماعية والسياسية، فيما لوحظ بصورة كبيرة أن مثل هذه التحولات الجذرية لم تقم بتطبيع الوضع السياسي للمخيم بكونه منفى، لقد عمل الخطاب السياسي حول حق العودة على مدى عقود على إبقاء الاوضاع الصعبة للمخيمات من أجل التأكيد على ان المخيمات حالة مؤقتة، الامر الذي جعل العديد من اللاجئين يعيشون في ظروف مروعة، غير ان الواقع اليوم يدفع باتجاه إعادة النظر في هذه المسألة، حيث يقوم الان اللاجئون بابتداع ممارسات اجتماعية وسياسية من اجل تحسين ظروف حياتهم اليومية مع الحفاظ على الحالة السياسية الاستثنائية للمخيم .
لقد بدء هذا التحول في مجتمع اللاجئين خلال التسعينيات، فيما تم الاقرار به رسميا من قبل الانروا في العام 2006 من خلال برنامج الأونروا لتحسين بيئة المخيمات المادية والاجتماعية من خلال المشاركة، ومقاربات التخطيط القائمة على أوضاع المجتمعات المحلية عوضا عن الإغاثة، حيث واكب برنامج تطوير المخيمات تلك التحولات في خمسة مخيمات للاجئين: الفوار، العروب، مخيم الدهيشة، عايدة وبيت جبرين”العزة”، ليظهر من تلك المشاريع المجتمعية خلال سنوات من عملها ، الرغبة لدى اللاجئين في إنتاج تمثيلات جديدة لمخيمات اللاجئين تتجاوز الصورة التقليدية السلبية للمخيمات والقائمة على كون المخيمات اماكن فقيرة وسكانها مجرد ضحايا، وتهدف مبادرة جامعة في المخيم إلى توفير إطار حماية يترافق وتلك التغيرات المعقدة في الممارسات الاجتماعية.
البرنامج
هذا المشروع مُنفذ من قبل جامعة القدس (القدس/بارد) و باستضافة مركز الفينيق في مخيم الدهيشة/بيت لحم. وينفذ بدعم من الصندوق الاجتماعي والثقافي للاجئين الفلسطينيين وسكان غزة GIZ، وهو ممثلا عن الحكومة الألمانية وعن الوزارة الألمانية للتعاون الاقتصادي و التنمية. بالتعاون مع دائرة تحسين المخيمات التابعة لوكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين (الأونروا).
المحتوى ليس بالضرورة ان يمثل المؤسسات المذكورة أعلاه
التعلم الجماعي
على الرغم من ان الترجمة الانجليزية للكلمة العربية “الجامعة” هي “university”, ، فإن معناها الحرفي باللغة العربية هو ” مكان للتجمع” واستنادا لهذا المعنى ننظر للجامعة في المخيم: بكونها مكان للتجمع، مساحة للتعلم المجتمعي، حيث تظهر المعرفة باعتبارها جهد جماعي وليست ممنوحة من مصادر خارجية، وبالتالي، فإن بنيتها تبقى في عملية إعادة انتاج مستمر، ما يتيح توالد الموضوعات من خلال التفاعل بين المشاركين والسياق الاجتماعي بشكل عام.
تقوم المعرفة بالنسبة للكثيرين على المعلومات والمهارات؛ اما لدى الجامعة في المخيم فإن التركيز يتم بصورة كبيرة على عملية التعلم القائمة على أساس التحولات في الادراك والمقاربات النقدية وحوار الرؤى والمبادئ المتنوعة، حيث نسعى الى استنهاض التعددية في التعليم والتنوع في طرق التعلم، إذ ينبغي على المشاركين البحث عن مسارات مبتكرة للتعلم وخلق المعرفة والبحث في المعاني، وكما و خلق المبادرات والإجراءات الملائمة للواقع المخيم.
هذا وتجمع جامعة في المخيم الناس معا في بيئة تعددية حيث يمكنهم أن يتعلموا بحرية وصدق، ذلك ان هدفنا هو التوفيق بين المعرفة والأفعال، فانه في كثير من الأحيان تتحول المفاهيم إلى مجرد نظرية بحتة؛ أما في الجامعة في المخيمات يدخل المشاركين في عملية تشكيل معرفي بناءً على خبرات حياتهم اليومية.
إننا نستخدم الكلمة العربية “مجاوره” للتعبير عن الكيفية التي ترتبط بها افعالنا مع المجتمع، حيث أن ترجمة كلمة مجاورة إلى الإنجليزية هي “neighbouring” فيما معناها الحقيقي هو أقرب إلى ” أن تكون جزء من مجتمع”.
لذلك تؤكد الجامعة في المخيمات على ان ما هو أساسي وعميق في حياة المشاركين، يشكل الدعامة الرئيسية لاختيار المصطلحات من الحياة اليومية وبناء معاني لها من الخبرات العملية وهذا يؤدي الى انتاج رؤى وخلق معرفة مفيدة من خلال الممارسة الفعلية، بحيث يصبح الفرد نفسه مصدرا للمعرفة.
هذا وإن الجامعة في المخيم لا تتبع او تطرح نفسها كنموذج، بل تمر على التخصصات التقليدية للمعرفة، وتتنقل بين رؤى مختلفة ولا تحصر نفسها داخل جدران الأكاديميا، مستوعبة بكل سعة صدر أشكال المعرفة التي لا تخضع لمعايير وأطر الأكاديمية التقليدية.
ومن الأمثلة الواضحة على هذا الإنتاج المعرفي؛ القاموس الجماعي و هو سلسلة من المنشورات التي تحتوي على تعريفات للمفاهيم المختلفة التي تمس حياة المشاركين، حيث إن المفردات المقترحة هي التي تعتبر أساسية لفهم الحالة المعاصرة لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين، فلقد ظهرت هذه الكلمات نتيجة الحوارات النشطة مع مجتمع المخيم، و شكلت التصورات المكتوبة عن التجارب الشخصية والمقابلات والرحلات والتحقيقات الفوتوغرافية نقطة الانطلاق لصياغة أفكار أكثر تنظيما.لذلك فإن القاموس الجماعي هو المرجعية والإطار اللغوي لمشروع جامعة في المخيم، إذ يقوم المشاركون في جامعة في المخيم بالاشتراك في كتابة المعاني، وإعطاء أسماءً للواقع الذي يحيط بهم من أجل توفير حس أعمق لما يرونه ويختبرونه.
ويمثل القاموس الجماعي استكشافا لثقافة وحياة المخيم، ووسيلة للتعلم من المخيم، فكل تعريف يبدأ مع قصة، وتقديم وجهة نظر اصيلة إعتمادا على الخبرة المعاشة للمشاركين، إذ يعتبر المشاركين القاموس الجماعي “دستورهم “، وهو مرجعيتهم النظرية والعملية، ودليل حركتهم داخل المخيمات، فبعد عام من التعلم الاجتماعي والعمل على القاموس الجماعي، قرروا أيضا من هي الكلمات التي لم يعودوا يرغبون في استخدامها وما هي الكلمات التي يشعرون انها تحمل معنى أكثر أهمية لحياتهم وأهدافهم.
ليست المساعدة بل الادماج
ليست النتائج بل المبادئ
ليست الاهداف بل هي الرؤى
ليست الاحتياجات بل القدرات
ليست التنمية بل إعادة الاستخدام
وليست الحقوق بل هي الكرامة
مدير البرنامج : أليساندرو بيتي بالتعاون مع ساندي هلال ) برنامج تطوير المخيمات- الانروا).
المشاركين
مروة اللحام، قصي أبو العكر، علاء الحموز، صالح قناعة، شادي رمضان، احمد اللحام، أيسر داود، بيسان الجعفري، نداء الحموز، نبا العيسة، اسحق البربري، آيات الطرشان، مراد عودة.
الموجهين: منير فاشة، ايمن خليفة، ربى صالح، طارق همام، محمد جبالي،إيلانا فيلدمان، مايكل أجير، ساري حنفي.
فريق المشروع: ياسر حميدان، الاء جمعة، تمارضر ابو لبن، دينا قدومي.
مفعلوا البرنامج: برافي نيو البس، جوليانا روكو، ماثيو جيودي، سارا بلجريني.
معلمي الانجليزية والعربية: دانيال ماكنزي، ايمن خليفة، سميح فرج