1. عملي وتجربتي مع بيت الحكمة في مخيم الدهيشة للاجئين  

منذ فبراير 2012، بدأت العمل مع 16 شابا وشابة ( معظمهم في العقد الثاني من العمر) وهم من عدة مخيمات لللاجئين بالقرب من بيت لحم (  لاجئين منذ ان تم تشريد منذ أسرهم من بيوتهم وقراهم عندما تم إنشاء إسرائيل على فلسطين في العام 1948) وهم مسجلين في برنامج خاص ” الجامعة في المخيمات”  في جامعة القدس، وهو برنامج تم اختباره في “التعليم العالي” حيث  أؤمن  انه يمكن أن يكون له تأثير هائل على التعلم والمعرفة (بعدة طرق متنوعة) ليس فقط في فلسطين، بل أيضا خارجها، بما في ذلك البلدان التي تعتبر متقدمة، أن الطريقة التي نعمل بها معا قريبة جدا مما ذكرته  سابقا:  mujaawarah المجاورة.

 هذا وقد اتفقنا على جانب واحد فقط في بيت الحكمة الا وهو التفكير، الفعل، التعبير، التواصل والإدراك الخارج عن الايديولوجيا المستهلكة بما في ذلك المعاني الرسمية المستهلكة، المصطلحات المهنية والاحترافية والتصنيفات الأكاديمية ذلك ان جزءً اساسيا من رؤيتنا هو البناء على ما يستطيع الناس القيام به بأنفسهم، بما يحوزون من نقاط القوة، مع ما هو متوفر لدى الناس والمجتمع، الثقافة والطبيعة، وبما ينسجم مع الرفاه والتعددية، وبعد أن يتم تعزيز جذورهم في المجتمع والثقافة –  في مشاريعهم-  فإنهم قد يرغبون في توسيع نطاق ما يفعلونه ليشمل المساعدة من الخارج.]

 إن ما يميز الجامعة في المخيمات عن الجامعات التقليدية، هو أن المعرفة في الجامعات  غالبا ما تكون أيديولوجية الطابع ومفيدة في عالم الاستهلاك، بينما في الجامعة في المخيم تكون المعرفة غالبا متجذرة ومفيدة في السياق المعاش، إن  المشكلة كما اراها في المعرفة الأكاديمية هو ليس في كونها نظرية الطابع ولكن في كونها أيديولوجية بشكل كبير لخدمة سلطة تسعى للربح والتحكم، بتجاهل والحط من مستوى النظم المعرفية للناس، إن ” النظري” بالنسبة لي يشير إلى المعرفة المستمدة والمدركة من الخبرات، الملاحظات، التجريب، التأملات والانتباه إلى السياق، كل هذا يشكل معا ما نطلق عليه في بيت الحكمة نظرية: هي عملية جدا حيث  تنطلق من الممارسة لتعود الى الممارسة مجددا ، ان الانطلاق من “نظرية” جاهزة سلفا فقط لكونها أتت من إحدى الجامعات المرموقة أو خبير معروف هو الايديولوجيا بعينها؛ فالنظرية والأيديولوجيا عالمان متباعدان.

إن معظم الناس يتفقون (على الأقل لفظيا) على أن أساس كل معرفة هو ذلك النظام المكون من مزيج المعرفة العقلية، الخبرات، الملاحظات، التجريب والانعكاسات؛ مثل هذا المزيج يشكل الأساس لمعرفة الفرد، أن هذا ما يضمن التنوع واتخاذ موقف متعددة تجاه الإدراك، الحياة، التفكير، التعبير، الفعل  وقيمة الفرد،  إنني اجد عبارة الامام علي من اجمل ما قرات في حياتي حيث يقول: قيمة المرء فيما يحسنه( وتعني كلة يحسن بالعربية ما يقوم به المرء ويتقنه بشكل  جيد، جميل، مفيد، محترم وينبع من داخله).

في بيت الحكمة، يتم تركيز الجهد على الذي يجب على المشارك أن يفتش عنه في حياة المرء، فالبحث يشير إلى ما يمكن ان يعمق ويوضح ما يتم التفتيش عنه، وبما اننا نتفق في بيت الحكمة أن المعرفة هي الفعل، وان العمود الفقري لتعلم المشاركين هو المشاريع التي قرروا العمل عليها بناء على ما هو متوافر وعلى مصادر القوة لدى الناس والمجتمع، وبما ينسجم مع التعددية والرفاه.

2.حلمي

تعني كلمة (university) في اللغة العربية “الجامعة”  وهي تعني باللغة العربية حرفيا “مكان التجمع” أي المكان الذي يجمع الناس سويا في بيئة حقيقية غنية وتعددية تساعدهم على التعلم وفعل أشياء بحرية وصدق وبحماس، وبهذا فإن الجامعة أقرب ما تكون في معناها إلى التعددية منه إلى معنى (university)، هذا ما اختبرته انا و16  شابا وشابة في بيت الحكمة والجامعة في المخيم، في مخيم الدهيشة للاجئين.

باختصار؛ ان حلمي واملي هو أن يكون لدينا في نهاية المطاف (جامعة) او  (بيت للحكمة) في الكثير من المخيمات والقرى في فلسطين، حيث يتجذر نحو 10 أشخاص في مجتمعهم، ليشكلوا مجموعة تختار كلماتها وتبني معانيها، تشكل الرؤى، وتخلق معرفة متجذرة ومفيدة من خلال الفعل في مجتمعاتها، في وئام مع التعددية والرفاه.

 من المهم أن نؤكد هنا أن ما نقوم به في مخيم الدهيشة ليس نموذجا أو نسقا جديدا أو حتى تحويل له ، بل هو رؤية مختلفة قديمة / جديدة جوهرها الحكمة، بالنسبة لي الرؤية تتكون من ثلاثة عناصر رئيسية هي: كيف نرى الواقع؛ وكيف ندرك مكاننا ودورنا فيه، والقيم التي نقر بعدم انتهاكها في افعالنا، وهذا يتطلب الانتباه إلى ما هو حولنا، حيث تكون القيم الجانب الوحيد للرؤية الذي يجب على جميع من هم في المجموعة الالتزام به ، ذلك أن تمتع الكل باستقلاليته الكاملة، لا يعني العمل في عزلة، ولكن في تفاعل مستمر، في ظل عدم وجود سلطة لاحد على الآخر، بل يتفاعلون بحرية وصدق واحترام.

 إن تبني مقولة الامام عليّ كمبدأ إرشادي في “بيت الحكمة” يضمن أن لكل شخص قيمته وانه قادر على التعلم، ما يعني أنه لا يوجد فاشلين، وان قيمة المرء تأتي من علاقاته بمحيطه وليس من أرقام عشوائية مجردة، إن قيمة المرء مرتبطة بالعديد من معاني كلمة “يحسن” بالعربية والتي ذكرتها سابقا:  ما يفعله المرء بإتقان، جميل، محترم، معطاء، وجيد، وهكذا يمكننا ان نعتبر التعلم كقدرة بيولوجية، علاقات المرء والافعال كمصدر لقيمته ، إن الادراك بأن كل مرء هو مؤلف مشارك في صياغة المعاني، قناعة أساسية ومستمرة في  داخل رؤيتنا.

 لقد كانت سنوات السبعينيات من القرن الماضي بدء بالعام 1970 وفترة الانتفاضة الأولى من أكثر الفترات أهمية في حياتي، ذلك انه منحتني القناعة التي أعتبرها حاسمة في حياتي الان من حيث كونها أنه: ليس هنالك من بديل لمجموعات صغيرة تتشكل في كثير من الأماكن بمبادرات ذاتية، وخارج اطار مؤسساتي لكي تقرر ما تريد وما يمكن أن تفعل – شيئ ذو معنى، مفيد، متجذر وسياقي  إن استبدال المبادرات الذاتية أمر مدمر للمجتمعات البشرية (في سعينا على هذا الطريق، لا ينبغي أن نتطرف الى الحد الاخر، بمعنى محاولة استبدال كل الأشكال المنظمة)، لقد كانت أول تجربة لي على هذا الطريق في حركة العمل التطوعي التي بدأتها مع بعض الأصدقاء في عام 1971.

 هذا وكانت تجربتي الثانية في العام 1970 بتشجيع طلاب المدارس على تشكيل أندية الرياضيات والعلوم التي تدور حول أسئلتهم وكانوا يريدون متابعتها،  يما كانت تجربتي الثالثة في هذا الطريق في وضع مساق في جامعة بيرزيت في العام  1979 (ذكرته سابقا) حيث يقوم كل طالب أو مجموعة من الطلاب بمحاولة ملاحظة أنماط وعلاقات.. ألخ  وفهم معناها ومنطقها، اما التجربة التي تلت ذلك فكانت في تشجيع تكوين مجموعات في كل مكان ممكن ضمن حملة القراءة والتعبير (في مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي التي أنشأتها في العام 1989، خلال الانتفاضة الأولى عندما أغلقت إسرائيل جميع المدارس لمدة أربع سنوات)، وأعقب ذلك مشروع ( قلب الامور) في الملتقى التربوي العربي، اما اليوم فيتجلى الحلم بوجود ( jame3ah – الجامعة) في العديد من القرى ومخيمات اللاجئين.

هذا ولا يوجد لدينا في بيت الحكمة قائمة كتب أو مقالات للقراءة، ولكن يتم تشجيع الناس على تعميق حكمتهم والتفاهم من خلال التفاعل مع الشيوخ في مجتمعهم، من خلال قراءة الكتب العربية التي تعود للفترة ما بين القرن السابع والقرن الخامس عشر، (التي تنبع بالحكمة)، والاطلاع على الحركات التي جسدت الحكمة في العصر الحالي (آمل أن يكون من الممكن بالنسبة لهم زيارة أماكن مثل المكسيك ، بيرو ، الهند ، إيران ومصر  ليتواصلوا مع ناس يعيشون في عملية رعاية متبادلة لاحياء الحكمة … وحيث روح التجديد جوهر الاستدامة.

المرحلة الأولى

هنالك قناعة اساسية في إطار الدورة بأن الكثير من الفوضى وتهديدات الحياة التي نشهدها في جميع انحاء العالم –  إن صح التعبير –  تعود بسبب وضع العقل على العرش وسجن الحكمة قبل400 سنة، وكما قال أحدهم الانسان ذكي في جعل الحياة تمر من دون الحكمة، إن ال دورة ما هي الا محاولة لإعادة الحكمة في حياة والتعلم والمعرفة.

هذا يتطلب بالضرورة النظر إلى الحياة ككل مترابط  ذلك ان كثير من جوانب حياة المرء مترابطة مع بعضها، لذلك؛ فإن موضوع “دراسة” كل مشارك هو خبرات، تأملات، أفعال، تفاعلات حياته او حياتها، وهو أيضا ما يريد او تريد أن تفعل في المستقبل، فكل ذلك هو اساس معرفة المرء، لقد مر المشاركين بالعديد من التجارب التي يمكن أن تشكل أساسا لبناء المعاني، التفاهم والمعرفة، إن كل شخص هو شبكة من العلاقات مع المحيطين به وما يحيطه أيضا،  أن “التعليم” على طول هذا الطريق ليس شيئا جاهزا بحيث يمكن لشخص (معلم) أن يعطيه للآخرين، ولكنه ما يقوم الإنسان به لنفسه (إن صقل وتشكيل شخصية المرء، تفكيره، فهمه، تعبيره عن ذاته – هو المعنى الحرفي لكلمة مثقف باللغة العربية).

 

هذا كله في تناغم مع النظر للمشاركين كمفتشين او متقصين وليس كباحثين، وان كانوا عند نقطة ما قد يحتاجون إلى القيام ببحث من أجل توضيح بعض جوانب تقصيه/ها، انطلاقا من هنا فإن رعاية متبادلة بين المشاركين (وليست تنافسية) هي الروح السائدة داخل المجموعة، حيث يكون كل مشارك مصدرا للمعنى، الفهم والمعرفة ؛ ومشارك في وضع معاني الكلمات المستخدمة، يشارك في وضع معاني الكرامة، قيمة الذات، الاحترام، الحرية، المسؤولية والإبداع الجماعي وكذلك التعددية (وخاصة المعرفة)، كما وسيكون “القاموس” نتاج رئيسي للدورة والذي سيشمل الكلمات التي هي جزء من حياة المشاركين، وبما أن الحكمة شاملة للقيم، فإن المعاني ستكون في تناغم مع الحكمة (طريقة إدراك المشارك لها)، ليس هناك كلمة لها معنى ثابت أو عالمي، بل إن كل معنى هو مستمد من سياق او يمكن القول ان المعنى سياقي، ما يعني ان المشاركين لن يحاولوا فهم ” الدهيشة” ( والواقع الفلسطيني الاوسع) من خلال تصنيفات أكاديمية، ولكن سوف سينظرون لتلك التصنيفات بشكل حاسم ونقدي من خلال مرجعيات حياتهم.

المرحلة الثانية

خلال اجتماعنا الأول في 25 شباط 2012، ذكرت أن هناك طريقتان للتعلم: إما أن يكون شيئا جاهزا يعطيه شخص لآخر، أو هو بيئة حقيقية وغنية حيث يمكن صقل شخصية المرء، المعاني، الأفكار، الفهم، التعبيرات.. بناء ذلك على خبراته وتمثلاته وتأملاته.. الخ (المعنى الحرفي لكلمة شخص مثقف باللغة العربية)، أن  التصور الأول المذكور أعلاه هو ما نطلق عليه التعليم؛ اما الثاني فهو الأكثر انسجاما مع ما نطلق عليه ‘الحكمة”،  ففي الاول ينظر للتكنولوجيا والعلوم كمعجزة؛ اما في الثاني فينظر للحياة والطبيعة كمعجزة،  إن العالم مشبع بالتعليم ولكنه جائع للحكمة، نسعى في دورتنا لاستعادة الحكمة في الحياة والتفكير.. الخ.

في مجال التعليم يجمع ويضيف المرء لمعرفته معلومات، المهارات ومعلومات تقنية.. ألخ، بعبارة أخرى  انه تعليم قائم على الجمع، في المقابل فإن طريق الحكمة دائما يقوم على مزيج من تعلم الجديد والنبذ أو القطع ما ما هو موجود سلفا، يقوم على الاضافة وعلى النبذ، في المرحلة الأولى (التي مررنا بها خلال العامين الماضيين) تم إعادة النظر في الكثير مما اكتسبه المشاركين حتى الآن، وخاصة من حيث المفاهيم، قيمة المرء، المؤسساتية، المهنية، الاحترافية،  والتصنيفات الأكاديمية … وأيضا إعادة النظر في المعتقدات المعاصرة، الاساطير، وخرافة الاعتقاد بأن هناك مسار واحد غير متمايز عن التقدم (وبالتالي للتعلم والمعرفة) والاعتقاد بأن قيمة الشخص او بلد ما يمكن قياسها بالارقام.

 لقد شهدنا نحن الفلسطينيين أنواع مختلفة من الاحتلال: العسكري، السياسي، الاقتصادي، المالي، الثقافي والمعرفي، ونحن ندركها جميعا باستثناء الاحتلال المعرفي، في الواقع لقد تبنيناه وما نزال نحتضنه، غير ان هناك طريقة واحدة للشفاء من هذا الاحتلال (نبذ) هذا الاحتلال من خلال الاقتناع بأن كل شخص هو مصدر للمعنى والمعرفة؛ كل شخص هو مشارك في وضع المعنى ذلك ان وضع المعنى حق وواجب وقدرة  طبيعية، إن الشفاء من الاحتلال المعرفي وصياغة المعاني /  تشكيل الفهم  هو قلب هذه الدورة.

في عالم تحكمه قيم السيطرة والربح، لا يمكننا الحديث عن صياغة المعاني أو تعميق فهمنا دون أن نسترشد برؤية، والخطوة الأولى على هذا الطريق هي في التفريق بين الرؤية والأهداف، وبين القيم والأدوات، وقد فعلنا هذا في المرحلة الأولى بالعيش التفكير، التعبير، والعمل في تناغم مع الحكمة (كما يراها كل شخص أو مجموعة) هي الرؤية التي اتفقنا على العمل وفقا لها إن هذا ليس موضوع اهتمام اكاديمي ولكنه متصل ببقاء الإنسانية، والحياة على الأرض بشكل عام، إن استعادة الحكمة في الحياة، والتفكير، والفعل ربما هو التحدي الرئيسي والأكثر أهمية في عالم اليوم، إن جمالية الحكمة في انها أولا بلا محترفين او مهنيين، وثانيا صعوبة لم  إن لم يكن من المستحيل، استمالتها وتحويلها إلى سلعة.

 لهذا السبب وضعت الحكمة في السجن – حرفيا – حين تربع العقل على العرش قبل اربع أو خمس قرون مضت، إن الحكمة مثل هضم الطعام : يمكن فقط أن يتم ذلك من قبل الشخص نفسه،  ما يغذي الناس (في الطعام والحكمة) هو المتجذر في تربة وثقافة المجتمع المحلية، لقد كانت الحضارة العربية (وخاصة بين القرنين الثامن والخامس عشر)  تنبض بالحكمة، حيث يمكن للمشاركين اختيار مصادر من تلك الفترة (أو من أزمان وأماكن أخرى، بما في ذلك حكماء عرفونهم هم)، وبذل الجهد اللازم لتوضيحها (في سياقهم ومجتمهم) ومن أي مصدر يختارونه، حيث يقع على عاتق المشاركين مزج العناصر المختلفة في صياغة  المعاني والمعرفة الصالحة في سياقهم.

 لقد اعتقدت أن المرحلة الثانية في دورتنا ستكون في أن يختار كل مشارك الكلمات وإعادة التفكير في معانيها في ضوء خبراته وتأملاته..إلخ، ولكنني أدركت، وخاصة في بتير، أنه لا يزال مبكرا القيام بذلك، وانه يمكن يكون الامر اكثر بساطة بالعمل على ورقة كواجب منزلي أو ورقة مصطلحات، وبما ان نبذ التعلم في الغالب مرافق بالتعلم، فإن عملية النبذ التي جرت خلال المرحلة الأولى يجب ان يتبعها نظرة معمقة للحكمة قبل الانتقال إلى المرحلة التالية ، عبارة واحدة اقتبسها في كثير من الأحيان وهي: إن بني البشر أذكياء لدرجة يجعلون الحياة على الارض مهددة بلا حكمة،  وهذا يعني أن الصياغة المشتركة للمعاني والتفاهم يجب ان تكون في تناغم  مع الحكمة،  إن المشاركين بحاجة للقيام بالعمل اللازم لصياغة فهمهم الخاص للحكمة  قبل العمل على “القاموس” او العمل على المشاريع الخاصة بهم.

 بعبارة أخرى، حان الوقت للمشاركين ليلجوا في التصور الثاني للتعلم (الذي ذكرته في البداية) إنه ما يفعله المرء لذاته لشحذ قدراته، وبالتالي، فإن المراجعة في 1 و 2 حزيران ستعمل على ان يقدم كل مشارك ما لا يقل عن صفحة واحدة (حول  ما صاغه/ته – حتى ذلك الحين –  بشأن الحكمة) وشرح أهميته في حياة المرء( عشرة او خمسة عشر دقيقة لكل شخص) وبكلمات أخرى، سوف يتحمل المشاركين المسؤولية الكاملة عن تعلمهم في المرحلة الثانية ( في الاول والثاني من يونيو  سيقوم المشاركين بعمل العروض)، وهذا يعني أن المكان الذي نحتاج إليه لعمل ه المراجعة الثانية يجب ان يكون مختلفا عن بتير، أي اننا بحاجة الى مكان قريب هادئ ومريح حيث نتمكن من تركيز جهودنا على تكوين فهم اعمق والربط بين كافة الجهود، وحيث يكون الوقت كافيا للجميع لعمل عروضهم، ذلك إنه سيتم البت في غالبية ما سيفعله المشاركين خلال هذين اليومين (سيكون لدينا مراجعات أخرى، مثل بتير، حيث التعمق والالهام بكثير من الامور المتعلقة بشأن فلسطين).

يرتبط الإبداع في هذه الدورة بالادراك والمعنى، حيث يكمن السر في الكيفيه التي يمكن للشخص ان يمزج بها عناصر مختلفة يعمل او تعمل عليها، وخصوصا في عملية إدراك العالم بطريقة مترابطة، أكثر ثراء، وأكثر تنوعا. . وفي نفس الوقت أكثر حكمة.

إن جزء من الحكمة هو في اعتبار الطبيعة كمعيار أو مبدأ، وهنا يمكن أن تقوم فيفيان بالدور القيادي، (لعله تجدر الإشارة هنا إلى أن “البيئة” كفئة أو تصنيف اكاديمي مهني هي اختراع معاصر كباقي الاختراعات المعاصرة الأخرى، يصرفنا ويبعدنا عما هو أساسي وجوهري: إنه يصرفنا ويبعدنا عن معرفة ما يحدث للطبيعة).

إن بداية مرحلة صياغة “القاموس”  يجب أن تنتظر حتى نهاية يونيو حزيران.

المفهوم والتنمية:  منير جميل فاشه

السيرة الذاتية

ولد منير في القدس، فلسطين في العام 1941،  تعلم ودّرس الرياضيات والفيزياء لسنوات عديدة في فلسطين والولايات المتحدة الأمريكية، أنا ائز على شهادة الدكتوراه في التربية من جامعة هارفارد، وكنت عميد شؤون الطلبة لمدة 3 سنوات في جامعة بيرزيت،  في العام 1989 قمت بتأسيس وإدارة مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، وفي العام 1997 قمت بتأسيس وإدارة الملتقى التربوي العربي لمدة 10 سنوات في مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة هارفارد، خلال تلك الفترة، قمت بزيارة 29  دولة وعملت مع الأفراد، الجماعات والجامعات المشاركين في المبادرات المبتكرة المتعلقة بالتعلم والمعرفة، حاليا المشروع الرئيسي الذي أعمل عليه مع عدد متنوع من الجماعات(خصوصا في العالم العربي)  هو حكايا: استعادة القصص وسردها “القص” في التعليم، قمت بتأليف وتحرير العديد من الكتب ونشر أكثر من 30 مقالة (باللغتين العربية والإنجليزية).

مواد للقرائة

[Article in Arabic in Ru’a Tarbawiyya (Qattan Foundation) on Development, Globalization, and Education[ARB

[Article on my experience with women in Shufaat Refugee Camp[ARB

[An article about development, globalization and education[ARB

[Integrative curriculum and communication of knowledge: knowledge of self first[ARB

[Palestine the illusion vs. Palestine the authentic[ARB

[Articles on Tunis Egypt and Palestine[ARB

[Arab universities AUB conference[ARB

[The Words al-muthanna and yuhsen in Arabic as Examples of Cultural Diversity and of Clarifying the Meaning of Intercultural Dialogue[ARB

[Towards a different vision concerning universities: Protecting the natural ability of regeneration and Respecting the integrity of creation[ARB

[Wisdom Home[ARB

[malaysia paper with vision and main points[ENG

مقاطع فيديو ذي علاقة

Munir Fasheh Talk TEDx-Ramallah 2011

Yohsin Lecture Series: Dr. Munir Fasheh on Higher Education 1/5 2011