Photos by Campus in Camps/Sara Anna
الخيمة هي مكان للتجمع والتعلم الجماعي. تستضيف الخيمة نشاطات ثقافية ومكان للعمل, بالإضافة الى أنها ستعمل كمكان مفتوح لعقد اللقاءات المجتمعية. يجد بنا الاشارة هنا الى أن الفكرة جاءت كنتيجة للنقاشات التي دارت مع مشاركي جامعة في المخيم والذين بدورهم يرون في هذه المناسبة فرصة وامكانية لتجسيد واعطاء شكل معماري لروايتهم الجديدة عن المخيم, هذه الرواية التي تذهب الى ما هو ابعد من ان كون المخيم عنوان للفقر والتهميش أو من كونه رمزا للضحية
يتبادر في أذهاننا حين نفكر في مخيمات الآجئين صورة مجموعة خيام التي شكلت هذه المخيمات لسنوات طويلة, ولكننا وبعد مرور أكثر من ستين عاما على اقامتها نجدها مبنية على بأشكال ومن مواد تختلف تمام عن مكونات الخيمة. في بداية الأمر, تم تدعيم الخيمة بجدران تم لاحقا استبدالها بغرف إسمنتية يدتها وكالة غوث وتشغيل الآجئين إلى أن أصبحت منازل إسمنتية حولت المخيمات الى مناظق حضرية مكتظة وثابتة
يحاول المشروع أن يعيش المفارقة التي تحوم حول كيفية حفظ الفكرة الأصلية للخيمة كقيمة تاريخية رمزية. ولأن الخيمات كانت تصنع من مواد تتحل بفعل الزمن فإن هذه الهياكل ببساطة لم تعد موجودة اليوم, لذلك فإن إعادة صنع تلك الخيمة من الإسمنت هي محاولة لحفظ الثقافة والأهمية الرمزية للنموذج الأصلي للخيمة في رواية قصة النكبة ولكين في نفس الوقت دمج الوضع السياسي الحلي للمنفى
إن الخيمة الإسمنتية تتعمل مع مفارقة او جدلية المؤقتية الدائمة. انها تثبت خيمة متنقلة لتصبح منزل اسمنتي والنتيجة هي هجين ما بين خيمة ومنزل إسمنتي, ما بين المؤقت والدائم, ما بين اللين والصلب, ما بين الحركة والجمود. والأهم من ذلك كله أن الخيمة لا تقدم حلول بل انها تحتضن التناقض المصاحب لشكل معماري خرج من الحياة في المنفى
الإقرار بأن الحياة في المنفى ذات معنى تاريخي هي طريقة لفهم اللجوء ليس فقط كنتيجة ساكنة لحالة مطلقة من العنف, بل ايضا هي طريقة للنظر الى الآجئين على انهم جزءا من التاريخ وصانعين للتاريخ وليسوا مجرد ضحايا له. ان الإقرار بأن المخيم هو موقع تراثي في حقيقة الأمر تشكل طريقة مثلى لتجنب الوقوع في فخ العيش في الماضي وكذلك الإفراط في تسليط الضوء على المستقبل مع الإستمرار في انكار الحاضر بشكل شبه تام. عوضا عن ذلك, فان وجهة النظر تلك تتيح المجال بأن يكون المخيم موضوعا سياسيا تاريخيا للحاضر وكما انها تتيح امكانية النظر الى الإنجازات التي تمت في الحاضر ليس فقط كتجسيد لحق العودة ولكن كخطوة نحوها. إن الحديث عن تاريخ المخيم في الحقيقة يشكل طريقة للبدء في الإعتراف بالوضع الحالي وكذلك يؤدي الى صياغة حق العودة بشكل فعلي. من المهم جدا أن هذا التحول الجذري لم يقم بتطبيع الوضع السياسي لحالة اللجوء. إن المدة الطويلة للحالة الإستثنائية المؤقتة لمخيمات الآجئين قد فتحت بشكل متناقض أفق جديدة للتعديل السياسي والإجتماعي, وكأنها موقع معاكس للممارسات السياسية الناشئة والشكل الجديد للتحضر
الخيمة الاسمنتية
(الكلمة الافتتاحية)
يتبادر إلى أذهاننا حين نفكر في مخيمات اللاجئين صورة مجموعة الخيام شكلت هذه المخيمات لسنوات طويلة ، لكننا وبعد مرور أكثر من ستين عاما على إقامتها نجدها مبنية بإشكال ومن مواد تختلف تماما عن مكونات الخيمة
بداية الأمر تم تدعيم الخيمة بجدران جرى لاحقا استبدالها بغرف إسمنتية شيدتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين إلى أن وصلت إلى منازل إسمنتية حولت المخيمات إلى مناطق حضرية مكتظة وثابتة
نستنتج وجود فجوة كبيرة بين الصورة التي رسخت في أذهاننا وتتبادر إليها حين نفكر أو نتحدث عن المخيمات و الشكل المادي الحالي الذي يشكل حقيقة المخيمات اليوم
لقد وضعتنا هذه الفجوة أمام تحدي كبير يتمثل بإيجاد المصطلح والمعنى الحقيقي الذي يعبر عن حالة ماثلة أمامنا دون أن نفهمها حيث لم تعد مخيمات اللاجئين هياكل هشه لكنها في نفس الوقت لم تتحول الى مدن. فالمدن تمتلك مؤسسات عامة متنوعة تنظم حياتها وتديرها وتحكم سكانها.اما المخيمات اليوم، وبالرغم من ان اللاجئين طعنوا في كون وكالة الغوث جهة خدماتية بحتة الا انها لم تحكم المخيم
فالمخيم كما نعرف خلق طريقته الخاصة في إدارة الحياة الاجتماعية والسياسية ضمن حدوده ونحن في حقيقة الأمر لا نملك المفردات الكافية لوصف وتوصيف هذا الوضع الذي أدى إلى نشوء حالة خاصة أدت إلى ظهور هياكل اجتماعية ومكانية وسياسية مختلفة
ربما تشكل مؤسسة الفنيق التي تستضيفنا اليوم والتي بناها سكان المخيم على تلة مرتفعه كانت فيما مضى قاعدة عسكرية إسرائيلية خير دليل على هذا
تضم هذه المؤسسة اليوم صالة رياضية نسويه وبيتا للضيافة ومطبخ عام وقاعة متعددة الأغراض ومكتبة تحمل اسم ادوارد سعيد.في الحقيقة، انها اليوم لا تبدو كخيمة اطلاقا
إذا أردنا فهم المخيم في حالته الراهنة علينا العودة إلى تاريخيه وهنا تصبح الأمور أكثر صعوبة واشد تعقيد
لنفترض أن للمخيمات تاريخ، وان هذه السبعة وستين عاما من الوجود هي نفسها عدد السنين التي عاشها شخص ما، بالتالي لا يستطيع اي شخص ان ينفي كل التجارب والأحداث التي أتت بهم إلى تلك النقطة. كيف يمكن لنا التوفيق بين هذا الوضع مع حقيقة أن المخيم يتم فهمه ووصفه بأنه حالة مؤقتة في الوقت الحاضر دون ماضي، كما لو أنه شيئا قد تم انشاؤه من أجل تفكيكه وتدميره بسرعة؟
ان تعيش في مخيم للاجئين يعني أن تعيش على الحطام كما في المكان الذي شهد بداية النكبة.فقد أقيمت المخيمات منذ البداية على الدمار الذي حل العام ١٩٤٨، وبهذا المفهوم تعتبر المخيمات “ أماكن تاريخية” يتم تدميرها ثم بنائها من جديد باستمرار. كما يمكن القول بطريقة أوبأخرى بان مخيمات اللاجئين عبارة عن اعادة لبناء القرى التي تم تدميرها إبان النكبة، بالاضافة لكونها اعادة لتجميع الناس والروابط الاجتماعية
المخيمات هي التجسيد الحقيقي للنضال الفلسطيني من اجل الوجود، ولكن يبدو اننا نعترف باهميتها فقط عندما يتم تدميرها . فقط عندما تختفي عن الوجود
على سبيل المثال، عندما تم تدمير مخيم نهر البارد خلال المعارك التي دارت ما بين الجيش اللبناني والمسلحين الإسلاميين، طالب اللاجئين الفلسطينيين فورا بإعادةأعمار المخيم بشكل مطابق تماما للشكل الذي كان عليه في السابق، و لم يطالبوا بخيام يسكنوهابل بإعادةبناء منازلهم الإسمنتية التي شيدوهاعلى مدى اعوام من التضحية . وحدث ذات الأمر بعد الاجتياح الإسرائيلي لمخيم جنين في العام ٢٠٠٢. وهنا تجلت أهمية المخيم وأهميةإعادة بناءه على الشكل الذي كان عليه قبل التدمير فقط عندما ضاع المخيم نتيجة لاعمال عنف عسكرية
علاوة على ذلك، كيف يمكننا ان نفهم مطالب لاجئي لبنان “بالعودة” الى مخيم نهر البارد؟ او ماذا كان يعني اللاجئين الفلسطينيين في سوريا عندما طالبوا “بالعودة” الى مخيم اليرموك؟ ماذا يعني ان تطالب بالعودة إلى مكان لم يُعدّ ليكون مكانا دائما أو ذو تاريخ؟
في كانون اول من العام ٢٠١٣، وبعد عامين من البحث، وجد مشاركو مشروع “جامعة في المخيم” مساحة من الارض في مخيم الدهيشة سموها ( غرف الوكالة الثلاث ). تحتوي هذه القطعة من الارض على ثلاثة “غرف وكالة” من تلك الغرف التي بنتها وكالة الغوث في خمسينيات القرن الماضي (ثلاث غرف، حمام مشترك وخزان مياه) . لم يكن احد يستخدم ذلك المكان الذي يروي حكاية المخيم وتاريخه، حيث كان للمكان بوابة مقفلة. ولكن كيف يمكن ان يكون هناك تاريخ لمكان من المفترض ان يتم تفكيكه واخفائه ؟
عند هذه النقطة فهمنا أنالإقراربوجود تاريخ للمخيم يجب ان يُحفظ ، لما يملكه من قيم ثقافية واجتماعية وسياسية، كان الطريق الأفضل لمحاولة الإجابة عن سؤال : “ما هو مخيم اللاجئين اليوم؟”
لم يكن التصميم المعماري “لغرف الوكالة الثلاث” الشيء الوحيد الذي كان بحاجة للحفاظ عليه، بل أيضا الثقافة ومعاني الحياة التشاركية التي عاشها الناس عندما كانوا يقطنوا تلك المساكن. في الحقيقه، يمكننا القول بان المخيم ككل يشكل نوع فريد من الحياة المشتركة والتي تقف في وجه الفهم الإنساني للمخيمات والذي حصر حياة المخيم واللاجئين في الإحصائياتوالأرقام
بعد دراسة ومسح المكان، وبعد ان جرت حوارات ومناقشات مع السكان المحليين، قام مشاركو مشروع جامعة في المخيم وبشكل جماعي ببدء عملية التصميم لعمليات الحفظ والتغيير التي من الممكن اجراءها في تلك المساحة. مع اخذ قيمة التصميم المعماري للمكان والذي يرتكز على الذاكرة الجمعية للسكان بعين الاعتبار، تم اختيار منهجية عمل غير تدخلية تضمن حفظ المكان كما انها تؤدي الى ايجاد استخدامات جديدة له دون المساس بشكله المعماري
وقد ظهر المشروع وكأنه نوع من الإطار الداكن الذي يحيط بتلك المباني التاريخية، فهو عبارة عن منصة من الاسمنت المسلح بسماكة خمسة عشر سنتيمترا ، صممت المنصة لتبدو معلقة ولكنها ترتكز على قاعدة من الحصى المرصوص. وكان القصد من هذا ترك الملاجئ القائمة والحمام المشترك و خزان المياه وأشجار الزيتون السليمة كعلامة على احترام الماضي في هذه البداية الجديدة. كان للمنصة التي مساحتها مائة وعشرين مترا مربعا القدرة على استضافة أنشطة أكثر من مائة شخص. وكانت المنصة السوداء وكأنها خشبة مسرح معدّة لاستضافة التجمعات والحفلات الموسيقية والطقوس الجماعية
امضى مشاركو جامعة في المخيم عدة اشهر في الحوار مع الجيران ومع مالك ذلك الموقع. لم يناقشو ماهية المشروع فقط بل انهم قامو بالعديد من الانشطة والامسيات وعرض الافلام. كان اشراك الجيران في المشروع امرا بالغ الاهمية بالنسبة للمشاركين. ومن هنا تم توقيع اتفاقية ما بين اللجنة الشعبية في مخيم الدهيشة ومالك قطعة الارض
بدأت عملية البناء بحفر الاساسات، ثم بعد مرور ١٠ ايام قام احد افراد العائلة التي تملك الموقع بوقف العمال عن العمل، ثم امضت كل من العائلة واللجنة الشعبية وقيادات من المخيم عدة اسابيع في محاولة ايجاد حل . على اي حال، قال احد افراد العائلة بانه وبغض النظر عن الاتفاقية التي وقعت حول استخدام المكان على مدار العامين المقبلين، فان العائلة قررت بيع الارض معترفة بان الاهتمام اصبح كبيرا بذلك المكان المهجور. ومن ثم وبين ليلة وضحاها تم تدمير غرف الوكالة الثلاث
لا حاجة لنا للقول بان ذلك التصرف كان محبطا للغاية لكافة افراد مجتمع اللاجئين الذين شهدوا تدمير ذلك الموقع التاريخي بالاضافة الى انه كان احباطا عظيما للشباب في جامعة في المخيم الذين بدورهم خسروا فرصة لتجسيد خطابهم الجديد حول ما يكوّن المخيم اليوم
يخبرنا ذلك الحدث بان نوعا من الوعي العام حول اهمية الحفاظ على المخيم وتاريخه كان قد بدء في التشكل
لقد جلب ذلك الحدث فهم جديد للمخيم كمكان مليئ بالقصص التي يمكن روايتها من خلال النسيج العمراني للمخيم. تلك القصص التي تم التكتم عليها خوفا من هواجس التوطين
لقد دفعتنا هذه اللحظة للبدء في التفكير حول كيفية ان تكون فكرة حفظ التراث في مخيم للاجئين مفتاحا لاعطاء معانيواهمية تاريخية للحياة في المنفى، كما والتفكير في مفهوم الحفظ والتراث الثقافي بشكل مغاير وبصوت مرتفع للتساؤل في الطرق التي تم وضع وتمثيل منظومة القيم في المخيم من خلالها
ان الاقرار بان الحياة في المنفى ذات معنى تاريخي هي طريقة لفهم اللجوء ليس فقط كنتيجةساكنة لحالة مطلقة من العنف، بل ايضا هي طريقة للنظر الى اللاجئين على انهم جزءا من التاريخ وصانعين للتاريخ وليس فقط ضحايا له. ان الاقرار بان المخيم هو موقع تراثي في حقيقة الامر تشكل طريقة مثلى لتجنب الوقوع في فخ العيش في الماضي وكذلك ايضا الافراط في تسليط الضوء على المستقبل مع الاستمرار في انكار الحاضر بشكل شبه تام. عوضا عن ذلك، فان وجهة النظر تلك تتيح المجال بان يكون المخيم موضوعا سياسيا تاريخيا للحاضر وكما انها تتيح امكانية النظر الى الانجازات التي تمت في الحاضر ليس فقط كتجسيد لحق العودة ولكن كخطوة نحوها. ان الحديث عن تاريخ المخيم في الحقيقة يشكل طريقة للبدء في الاعتراف بالوضع الحالي وكذلك يؤدي الى صياغة حق العودة بشكل فعلي
العمارة قادرة على تسجيل تغييرات وتحويلات تجعل من المخيم موقع تراثي. كما انه في المخيمات تعتبر اي عملية تحويل معماري موضوعا سياسيا بامتياز. لذلك فان العمارة في الحقيقة تؤدي الى تغييرات سياسية
عندما فرض الشتاء القارص على اللاجئين في مطلع الخمسينيات من القرن المنصرم ان يستبدلو الخيمة بجدران اسمنتية، فانهم كانو مرغمين على مواجهة الحاجة لحماية عائلاتهم من الوضع الصعب ولتامين حياة كريمة لهم. لقد ارغموا في الحقيقة على خوض مخاطرة جعل الحياة في المنفى اكثر استقرارا وديمومة
ان اجبار الناس على العيش في ظروف مأساوية لا يقربهم من العودة. ان تلغي حقهم في العيش بكرامة هو في الحقيقة نوع اخر من العنف الواقع على اغلب اللاجئين الفلسطينيين. هنا علينا التساؤل بجدية في كون حق العودة يجب ان يلغي وجود المخيم او يدعو الى ازالته. بعبارة اخرى، كيف يمكننا صياغة حق العودة بناءا على حاضر المخيم؟
نحن اليوم ندشّن الخيمة الاسمنتية لتكون ذلك المكان الذي نجتمع فيه من اجل ان نتعلم جماعيا. هذه الخيمة ستستضيف نشاطات ثقافية كما انها ستعمل كمكان مفتوح لعقد اللقاءات المجتمعية. يجدر بنا الاشارة هنا الى ان هذه الفكرة جاءت كنتيجة للنقاشات التي دارت مع مشاركي جامعة في المخيم والذين بدورهم يرون في هذه المناسبة فرصة وامكانية لتجسيد واعطاء شكل معماري لروايتهم الجديدة عن المخيم، هذه الرواية التي تذهب الى ما هو ابعد من كون المخيم عنوان للفقر والتهميش او من كونه رمزاً للضحية
نحن نعلم خطورة صنع نصب تذكارية جديدة، كما ونعلم خطورة الافراط في الرمزية ولكننا قبلنا خوض غمار هذه المخاطرةمن اجل ان نخلق عمارة تتداخل وتتشابك مع المشاكل الاجتماعية والسياسية التي تهم مجتمع اللاجئين الذي نعمل معه.فكثيرا ما ينظر الى العمارة في محيطنا على انها عمل اقتصادي ليس له علاقة بالقيم الاجتماعية والسياسية. وكثيرا ما اهينت العمارة بشكليات باطلة كحصرها في ان تظهر صديقة للبيئة او مستدامة او فعالة، والتي تمثل إجابات غير سياسة لمشاكل سياسية. كثيرا ما تم الحط من قيمة العمارة من قبل منظمات العمل الانساني التي حصرتها فقط في الاجابة على سؤال “ما هي احتياجات المجتمع”. من جهة اخرى، فانه نادرا ما استخدمت العمارة طاقتها في اعطاء المشاكل الاجتماعية والسياسة القدرة على التعبير عن نفسها او لتحدي الافتراضات والروايات السائدة في مجتمع ما
يحاول المشروع ان يعيش المفارقة التي تحوم حول كيفية حفط الفكرة الاصلية للخيمة كقيمة تاريخية رمزية. ولان الخيام كانت تصنع من مواد تتحلل بفعل الزمن فان هذه الهياكل ببساطة لم تعد موجودة اليوم، لذلك فان اعادة صنع تلك الخيمة من الاسمنت هي محاولة لحفظ الثقافة والاهمية الرمزية للنموذج الاصلي للخيمة في رواية قصة النكبة ولكن وفي نفس الوقت دمج الوضع السياسي الحالي للمنفى
ان الخيمة الاسمنتية تتعامل مع مفارقة او جدلية المؤقتية الدائمة. انها تثبتّ خيمة متنقلة لتصبح منزل اسمنتي والنتيجة هي هجين ما بين خيمة ومنزل اسمنتي، ما بين المؤقت والدائم، ما بين اللين والصلب، ما بين الحركة والجمود. والاهم من ذلك كله ان الخيمة لا تقدم حلول بل انها تحتضن التناقض المصاحب لشكل معماري خرج من الحياة في المنفى